responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 337

والعبارة

«أيقا ظانوماً»

والعبارات الأربع القادمة إشارة إلى الأفراد اليقظين ظاهراً ولهم حضور في الساحة ويتمتعون بالسمع والبصر والنطق، إلّاأنّهم لايبدون أي رد فعل تجاه الحوادث الحسنة والسيئة، وكأنّهم نيام غير شهود، ولا سمع لهم ولابصر ولا كلام.

نعم فالإسلام يرى‌ وجود كل شي‌ء في آثاره، والإنسان الحي الذي لا اثر له كأنّه في عداد الأموات، ومن لابصيرة له فهو أعمى، وقد ورد هذا المعنى كراراً في القرآن بشأن المنافقين من الأفراد عديمي الإيمان، كالاية: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلونَ» [1] وما شابه ذلك فالذي يستفاد من كلامه عليه السلام أنّه وبخ بشدة أصحابه على عدم ابداء أي رد فعل تجاه بني أمية بعد أن اتضح لهم باطنهم وخبث مقاصدهم، وكأنّهم نيام فقدوا السمع والبصر والنطق، فلا يأبهون بجنايات بني أمية. و لا يعلمون أي مصير مظلم ينتظر الإسلام و المسلمين.

تأمّل: الوجود الباهت كالعدم‌

عادة ما ينظر إلى‌ وجود الأشياء وعدمها من خلال عينيتها في الخارج، بينما ينظر إليها في المنطق القرآني والروائي على‌ أساس الآثار والمعطيات. وعليه فقد يرى‌ بعض الأحياء في عداد الموتى إذا ما انعدمت آثارهم والعكس الصحيح فقد يرى الموتى أحياءاً بفعل عطائهم وآثارهم.

وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى كراراً. فقد خاطب النبي الاكرام صلى الله عليه و آله بالقول: «إِنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتى‌ وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» [2].

ومن المسلم به أنّ المراد بالموتى والصم هنا الأفراد الذين يتمتعون بظاهر والحياة لهم أذان سامعة؛ إلّاأنّ القران عدهم أمواتاً حين اتخذوا موقف المتفرج ازاء دعوة النبي صلى الله عليه و آله.

ثم قال في موضع آخر: «وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ* لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيّاً» [3].


[1] سورة البقرة/ 171.

[2] سورة النمل/ 80.

[3] سورة يس/ 69- 70.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست