«هلك خزان الأموال وهم أحياء،
والعلماء باقون ما بقي الدهر: أعيافهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة» [1].
ولو اعتمدنا المقياس القرآني والروائي في تقييم الأفراد والحضارات والمدنيات
وسائر الامور، لرأينا العالم بحلة جديدة اخرى، والحق لابدّ أن يكون هذا هو المعيار
والمقايس، وذلك لأنّ الكائن الحي من كان له آثار حيوية، ومن افتقر لهذه الآثار فهو
ميت. والأموات الذين يخلفون بعض الآثار فهم أحياء مادامت آثارهم الوجودية قائمة في
المجتمع البشري. ولما كانت آثار الشهداء في سبيل اللَّه باقية، فهم أحياء خالدون
(بغض النظر عن الحياة البرزخية). ليس للظلمة والطغاة سوى الموت كيف لا وهم يخلفون
هذا الفساد والدمار.
ومن هنا نعت الإمام عليه السلام تلك الجماعة من أهل الكوفة والعراق بأنّها
أشباح بلا أرواح وايقاظ نوماً وشهود غيباً من خلال ذلك المعيار القرآني والروائى.