responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 304

يسيرة. كما أنّ اعتناق الإسلام سهل يخلو من أي تكلف؛ فيكفي فيه أن ينطق الإنسان من صميم قلبه بالشهادتين ليخرج من صف الكفر والنفاق ويلتحق بصفوف المسلمين والمؤمنين، كما أنّ البرامج الإسلامية هى الاخرى سهلة يسيرة سمحاء، فهناك الأدلة من قبيل‌

«لاضرر» و «نفي الحرج»

التي رفعت أي تكلف وثقل عن كاهل الإنسان! كما منحت الاصالة في الشرع للبراءة وحمل أفعال الآخرين على‌ الصحة. كما رفضت أي إكراه أو إجبار، كما حكم ببطلان كافة العقود التي تبرم على أساس إلاكراه والاجبار والاضطرار. كما صرحت ببعض الواجبات التي لاتدعو إلى‌ المشقة والعسر والحرج. وزبدة الكلام فقد قال النبي صلى الله عليه و آله:

«بعثت إليكم بالحنيفية السمحة السهلة البيضاء» [1].

إلّا أن لسهولتها لا تعني قدرة أرباب السوء على‌ السيطرة عليها والتغلب عليها، ومن هنا قال:

«وأغر أركانه على من غالبه»

، ثم بحكم: «أَشِدّاءُ عَلى‌ الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ» [2] فانّ المسلمين مكلفون بالقوة والشدة تجاه الأعداء والرحمة والرأفة ازاء المؤمنين.

ثم واصل ذكر الصفات الاخرى‌ للإسلام كونه ملاذاً آمناً لمن لجأ إليه من الأفراد وسلاماً وأمناً لمن دخل حصنه وولج حريمه، ودليلًا وبرهاناً قاطعاً لمن اعتمده في منطقه، وحجة دامغة لمن احتج به على خصمه:

«فجعله آمناه لمن علقه‌ [3]، وسلماً لمن دخله، وبرهاناً لمن تكلم‌

به، وشاهداً لمن خاصم به».

نعم فالمسلمون جميعاً يتمتعون بالأمن قاطبة دون استثناء في الإسلام، وأسسه ودعائمة رصينة قوية تدعو دعاة الحق للاستدلال بها، كما تسوقهم للدفاع عنها تجاه خصوم الدعوة وأعدائها.

ثم قال عليه السلام في ذكره لعدة صفات أخرى:

«ونوراً لمن استضاء به، وفهماً لمن عقل، ولباً لمن تدبر»

، فبلوغ الحقيقة يمر عبر ثلاث مراحل: الظفر بموقعها ومن ثم إدراكها وفهمها وأخيراً تحليلها بصورة دقيقة. وقد بين الإمام عليه السلام هذه المراحل الثلاث بالعبارات الثلاث‌


[1] بحار الانوار 65/ 346.

[2] سورة الفتح/ 29.

[3] «علق» من مادة «علوق» التعلق بالشي‌ء والالتصاق به.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست