responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 305

المذكورة، فقال أولًا أنّ الإسلام نور يستقطب نحوه الأفراد ليصلوا إليه. ثم قال: إنّ من تعقله سيد ركه ويفهمه. وأخيراً من تدبر بلغ حقيقته.

والحق أنّ الإسلام يتمتع بكل هذه الصفات، فالقرآن الذي تكفل بشرح الإسلام وتوضيحه إنّما يستند على الدوام إلى‌ الدليل والبرهان والمنطق والعقل؛ الأمر الذي نلمسه بوضوح في الآية 15 و 16 من سورة المائدة: «قد جاءكم من اللَّه نور و كتاب مبين* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلى‌ النُّورِ بِإِذنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

ثم قال عليه السلام:

«وآية لمن توسم، وتبصرة لمن عزم، وعبرة لمن اتعظ»

، توسم من مادة وسم وضع العلّامة، والمتوسم تطلق على من يفهم الواقعة من خلال أبسط أثر أو علامة، وهى الفراسة التي ذكرها القرآن في الآية الشريفة:. «إِنَّ فِي ذ لِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» [1]. فعبارته في الواقع إشارة إلى أمور مهمة و ظريفة في القرآن يدركها ممن تحلى بالفراسة.

ثم واصل عليه السلام ذكره لسائر صفات الإسلام بصفته وسيلة النجاة لمن صدق به، والاطمئنان والثقة لمن استند إليه وتوكل عليه، كما يغرق الإنسان بالهدوء والراحة إذا ما وكلّ أعماله إليه وهو الجنّة الواقية لمن استقام وصبر:

«ونجاة لمن صدق، وثقة لمن توكل، وراحة لمن فوض، وجنّة لمن صبر».

فالعبارة تتحدث عن أربع فضائل أخلاقية هى: التصديق والتوكل والتفويض والصبر.

فتصديق الإسلام في الاعتقاد والعمل إنّما يودي بلا شك إلى‌ النجاة، كما أن الاعتماد على‌ المعارف الإسلامية يقود إلى‌ الاطمئنان بالمستقبل والحاضر للدنيا والآخرة، وتفويض الامور إلى‌ اصول الإسلام وفروعه بمعنى الحركة في ظله هى سبب الهدوء والسكينة والاستقرار والراحة، وأخيراً فان الصبر والاستقامة في هذه المسيرة وتحمل الشدائد في سبيل حفظ العقيدة والعمل على‌ ضوء أحكام الشريعة إنّما تجعل الفرد في جنّة وثيقة تجاه الامور التي تهدد سعادته أو سعادة المجتمع.


[1] سورة الحجر/ 75.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست