responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 272

يبتعد عن الامال التي لا تستند لأي‌المنطق، ولايتجاوز حدود نفسه، ولايضع نفسه في موضع ليس له باهل، فلا يعبث بماء وجهه وقدره. على غرار ما ورد في بعض الروايات:

«رحم الله من عرف قدره، ولم يتجاوز حده» [1].

والثالث: أنّ المراد هو أنّ الإنسان موجود قيم له استعدادته العاليه، فلا ينبغي أن يبيع هذه الجوهرة الثمينة برخص ولايزهد في نفسه وإمكاناته؛ الأمر الذي ورد في الشعر المنسوب لأمير المومنين علي عليه السلام إذ قال:

أتزعم أنك جرم صغير

وفيك انطوى العالم الأكبر

وبالنظر إلى‌ إمكانية استعمال اللفظ لأكثر من معنى، حيث يعد ذلك من جمالية الكلام وبدائعه، فلا يبدو من المستبعد الجمع بين هذه الاحتمالات الثلاث في تفسير الكلام المذكور؛ وإن كانت العبارات القادمة أنسب للمعنى الثاني والثالث.

ثم واصل عليه السلام كلامه بالتعريف بمن تشبه من العلماء من الجهال البعيدين عن الحق والصواب فقال عليه السلام:

«وإن من أبغض الرجال إلى الله تعالى لعبدا وكله الله إلى نفسه، جائراً عن قصد السبيل، سائراً بغير دليل».

طبعا لايسع الإنسان ما لم تحفه عناية الله والطافه ان يتجاوز هذه الموانع والآفات الخطيرة التي تعترض طريقه، فاذا وكلّ إلى نفسه فسوف لن تكون عاقبته سوى المهلكة؛ فهو ينحرف عن الصراط، ويفقد الدليل فيسير على‌ عمى‌ وضلال.

ثم وضح ذلك عليه السلام بالقول أنّه اغتر بالدنيا وخدع بها بحيث لايعمل إلّالها ولا يجهد نفسه إلّا من أجل الحصول على متاعها:

«إن دعي إلى حرث الدنيا عمل، وإن دعي إلى‌ حرث الآخرة كسل».

فهو نشط من أجل الدنيا، كسل من أجل الآخرة، وذلك لضعف ايمانه بالآخرة وعدم اعتقاده بالوعد والوعيد الإلهي. فلم يبصر سوى الدنيا و ينسى الآخرة.

ومن هنا إختتم عليه السلام كلامه بهذا الشأن بالقول:

«كأن ما عمل له وأحب عليه، وكأن ما ونى فيه ساقط عنه» [2].


[1] اشتهرت هذه العبارة التي يطلقها العلماء بالاستفادة من الاحاديث.

[2] «ونى» بمعنى ضعف وتعب.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست