اتجه الإمام عليه السلام في هذا المقطع من الخطبة- والذي يبدو منفصلًا، وان
كان له نحو ارتباط بالمقاطع الماضية- صوب التعريف بالعلماء الحق ومن تشبه بالعلماء
(العلماء الحقيقيون والعلماء المزيفون) حيث يعرض لصفات كل منهما، فقال عليه
السلام:
«العالم من عرف قدره».
ثم أكد هذه العبارة بقوله عليه السلام
«وكفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره».
وقد وردت عدة احتمالات في تفسير هاتين العبارتين كلها مناسبة، ويمكن جمعها في
مفهوم كلامه عليه السلام.
الأول: أنّ العالم الحقيقي من يعرف قيمته وقدره ازاء عظمة الله سبحانه في هذا
العالم، فيرى أنّه ليس بشيء يذكر بالنسبة لذلك الوجود المطلق، وأنّه تابع له،
فيحث الخطى للفوز بقربه، ولعل هذا هو المعنى الذي هدف إليه الحديث: