responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 21

جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فمدح اللَّه تعالى‌ اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما»

ونعلم أنّ عبارته عليه السلام إشارة إلى‌ الآية السابعة من سورة آل عمران‌ «وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا اللَّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا» فتأويل الآية هو أنّ اللَّه وحده العالم بتأويل آيات القرآن المتشابهة والراسخون في العلم يعربون عن عجزهم إزاء ذلك؛ أي أنّ جملة والراسخون إستثنافية. إلّاأنّ ما ورد في أغلب روايات الأئمة المعصومين عليهم السلام ولعلها تربو على‌ الثلاثين رواية أنّهم عليهم السلام قالوا:

«نحن الراسخون في العلم»

معطوفة على اللَّه. والسؤال المطروح: كيف يمكن حل هذا التضارب بين ما ورد في خطب نهج البلاغة وما جاء في الروايات؟ وبعبارة اخرى: هل للراسخين في العلم من معرفة بمتشابهات القرآن واسرار صفات الحق سبحانه وتعالى‌؟ أم أنّهم استحقوا صفة الرسوخ في العلم بسبب قناعتهم بذلك العلم الإجمالي وعدم التعمق في ماوراء ذلك؟

هناك عدّة روايات ذهبت إلى‌ التصريح بالمعنى الأول، ويصعب تجاهل كل هذه الروايات.

هذا من جانب، ومن جانب آخر فانّ الخطبة التي نحن بصددها تؤيد المعنى الثاني، وهذا ما أصاب أغلب محققي المسائل الإسلامية والمفكرين بالحيرة والذهول. إلّاأنّ قدراً من الدقة من شأنه أن يجمع بين المعنيين وإزالة ذلك التضارب، ولا يتيسر ذلك من طريق واحد بل من طريقين:

الأول: أنّ الراسخين في العلم مهما كانت منزلتهم وعلو مقامهم حتى الأئمة المعصومين عليهم السلام فليس لهم ذاتاً العلم بمتشابه القرآن وأسرار صفات الحق سبحانه؛ وما علمهم إلّامن ذلك التعليم الإلهى و الوحي والالهام الغيبي. وهذا ما ذكرناه مسبقاً في بحث علم الغيب والشفاعة بشأن الآيات القرآنية النافية لعلم الغيب عن أولئك الكرام عليهم السلام والآيات المثبتة لهم علم الغيب في أنّهم لا يتمتعون ذاتياً بهذا العلم، وان كان لديهم من علم فبتعليم اللَّه، كما أنّهم لا يمتلكون الشفاعة ذاتاً، ولا يشفعون إلّاباذنه وإلّا لمن ارتضى له اللَّه.

الثاني: أنّ المتشابهات و أسرار المعارف الدينية المعقدة على نوعين: نوع يعلمه الراسخون في العلم (كتفسير أغلب متشابه القرآن). أمّا النوع الثاني المرتبط بتفسير الآيات القرآنية ذات الصلة بذات اللَّه وصفاته. فالعلم التفصيلى به ليس ميسرا لأي‌إنسان، وكل ما يسع الإنسان‌

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست