responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 20

صفات اللَّه في أنّ صفات اللَّه- وعلى غرار كنه ذاته- ليست ميسرة لأي‌من الناس؛ وذلك لأنّها غير محدودة، بينما محدود هو الإنسان في وجوده وذاته وعلمه، ليس للمحدود أن يحيط بكنه وحقيقة الذات والصفات اللامحدودة. وبناءاً على ماسبق فالسبيل الوحيد في مثل هذه الامور هو الاكتفاء بالمعرفة الإجمالية، ونعنى بذلك الوقوف على هذا الأمر من خلال آثاره سبحانه التي ملأت عالم الوجود، دون إدعاء معرفة كنه الذات، فنقف على علمه سبحانه وقدرته وسائر صفاته على نحو الإجمال دون الاحاطة بهذا العلم والقدرة وما إلى‌ ذلك من الصفات، من خلال تأمل النظام العجيب والمذهل الذي يسود عالم الوجود. ولا بأس هنا بالاستعانة بهذا المثال من عالم المخلوقات؛ فاننا نعلم بوجود ذات وصفات أغلب موجودات وكائنات عالم الخلقة، بينما لانعلم كنهها وحقيقتها. كما نعلم بوجود الزمان والمكان الذان يجريان على حياتنا، ولكن ماحقيقة الزمان والمكان؟ هذا هو الموضوع الذي عجز عن إدراكه كبارالفلاسفة فقدموا لهما عدّة نظريات. كلنّا نعلم بوجود الجاذبية و نلمس آثارها إلّاأنّ أحد لا يعرف ماهى حقيقة الجاذبية؟ فهل هى أمواج خاصة؟ أم ظاهرة مجهولة تؤثر من مسافات بعيدة؟ وأوضح من ذلك أننا ندرك جميع الأشياء بعقولنا، لكن ماحقيقة العقل؟ ليس هناك من إجابة واضحة فالواقع هو أننا نكتفي بالمعرفة الإجمالية في أغلب ظواهر عالم الممكنات دون العلم التفصيلي بها، وعليه فليس من الغرابة أن نتعرف سطحيا على نحو الإجمال على‌ ذات وصفات الحق سبحانه واجب الوجود دون أن يكون لنا علم تفصيل بها.

وعليه فمن الواضح أنّ الاصرار على إدراك كنه هذه الذات والتعمق في الصفات امّا أن تزيد من حيرتنا وذهولنا، أو أن تقذف بنا في متاهات الضلال ومستنقع التشبيه و تشبيه الخالق بالمخلوق؛ و هو الهلاك المعنوى الذي حذر منه الإمام عليه السلام بقوله:

«فتكون من الهالكين»

. تأمّل: الراسخون في العلم وتفسير المتشابهات‌

هنا يقتدح إلى‌ الأذهان هذا السؤال: صرح الإمام عليه السلام في هذه الخطبة قائلًا:

«ان الراسخين في العلم هم الذين اغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، الاقرار بجملة ما

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست