responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 22

إدراكه فعلى أساس المعرفة السطحية والعلم الإجمالي الذي ورد بيانه سابقاً. بعبارة اخرى‌:

فانّ المتشابهات على‌ قسمين؛ قسم يعلمه المعصومين عليهم السلام والراسخون في العلم، وآخر يتعلق بذات البارئ‌وصفاته لا يعلمه أحد من الناس، والروايات المذكورة ناظرة إلى‌ القسم الأول، بينما التى نشرحها واردة في القسم الثاني.

والنتيجة فانّ الواو في الآية الشريفة عاطفة، ومفاد الآية هى علم اللَّه والراسخين في العلم بتفسير المتشابهات، أمّا العبارة الواردة في الآية: «يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا» فهى عبارة منفصلة تعالج بعض المسائل من قبيل كنه الذات والصفات أو زمان القيامة وأمثال ذلك‌ [1].

ومن هنا يتضح ما تعارف بين العلماء الأعلام من أنّ صفات اللَّه توقيفية؛ أي لا ينعت سبحانه إلّابتلك النعوت والأسماء التي وردت في الكتاب والسنة. وإلّا لو فسح المجال أمام الأفكار البشرية لتأخذ سبيلها إلى‌ أسماء اللَّه وصفاته، لنعتته بما لايليق بشأنه بفعل قصر هذه الأفكار واقتصار تعاملها مع الممكنات المعروفة بالحدود. ومن هنا وردت التحذيرات التي تميط اللثام عن مدى‌ المخاطر التي تعترض هذا السبيل لو سلك دون الاستضاءة بنور الكتاب وهدي السنة المطهرة. لذلك ردّ الإمام عليه السلام على السائل عن صفات الحق سبحانه وتعالى‌ بالقول‌

«فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتم به، واستضئ‌بنور هدايته، ... إلى أن يقول عليه السلام فاقتصر على ذلك، ولا تقدر عظمة اللَّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين».


[1] قال ابن أبي الحديد في شرح هذه الخطبة يمكن أن تكون جملة يقولون نصباً على أنّه حال من الراسخين، ويمكن أن يكون كلاماً مستأنفاً، أي هؤلاء العالمون بالتأويل، يقولون: آمنا به (6/ 404).

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست