تأكيد لهذا المعنى، أو إشارة إلى أنّ آباء النبي صلى الله عليه و آله وأمهاته
إضافة إلى الطهر والإيمان، يتحلون بالفضائل الإنسانية والنزاهة من المعايب
الأخلاقية.
كما قيل المراد بالمستقر المدينة موضع إقامة النبي صلى الله عليه و آله
والمنبت مكة مكان ولادته.
إلّا أنّ التفسير الأول أنسب، ولا سيما بالالتفات إلى العبارة:
«فى معادن الكرامة، ومماهد السلامة».
ثم خاض عليه السلام في خلقه الجذاب صلى الله عليه و آله الذي استقطب القلوب
وخطف الأبصار وشدها إليه:
«قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار، وثنيت [3] إليه أزمة
الأبصار».
حقاً كان رسول الله صلى الله عليه و آله كذلك فقد استطاع بخلقه وتواضعه وشفقته
وعفوه وصفحه المقرون بشجاعته وشهامته أن يستقطب إليه القلوب كما استطاع أن يشد
إليه الأبصار بجهوده المضنية في سبيل هداية الامّة والأخذ بيدها إلى السعادة
والصلاح.
ثم أشار عليه السلام في هذه المرحلة إلى بعض الأنشطة الاجتماعية للنبي الأكرم
صلى الله عليه و آله ومنها ازالة الاضغان الاحقاد، وأطفا به نيران الفتن والعدوان: