بين الإمام عليه السلام في هذا الكلام بعض صفات رسول الله صلى الله عليه و آله
كل واحدة منها أعمق من سابقتها. وقد انطلق في البداية من جذوره العريقة وموقع
ولادته، ليصف مستقره بأنّه خير مستقر ومكان ترعرعه أفضل مكان:
«مستقره خير مستقر، ومنبته أشرف منبت،
في معادن الكرامة، ومماهد [1] السلامة».
والمراد بالمستقر والمنبت الأرحام المطهرة للامهات والاصلاب الموحدة والمؤمنة
للآباء؛ الأمر الذي ورد في زيارة المعصومين عليهم السلام، ومنها زيارة الإمام
الحسين عليه السلام المعروفة بزيارة وارث:
«أشهد أنك كنت نورا في الاصلاب
الشامخة، والأرحام المطهرة».
وقد ورد مثل هذا المعنى في رسول الله صلى الله عليه و آله عنه، حيث روى الفخر
الرازي في تفسير الآية
[1] «مماهد» جمع «ممهد» على وزن مكتب
اقتبست في الأصل من «مهد»، ثم اطلقت على كل مكان يستريح فيه الإنسان أو تسكن إليه
روحه.