responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 220

الجواب:

إنّ ما يقوله فرويد هو فرضية لا أكثر، وفي الحقيقة لا دليل على‌ ما يدعيه أبداً، فقد تكون بعض المنامات مصداقاً لما يدعيه، أمّا كون الأحلام كلها من هذا القبيل فهذا ما لا دليل له عليه‌ [1].

نحن نعتقد أن للمنامات أقساماً، وقسم منها هو الرؤيا الصادقة، ونعدها وسيلة للكشف أي كشف بعض الحقائق، وهذه حقيقة استفدناها من القرآن (الذي هو وحي الهي) بالدرجة الاولى‌، وبالدرجة الثانية من التجارب التي حصلت في هذ المجال، ليس المراد تلك الحكايات التي لا سند لها، بل المراد الحوادث التي وقعت لشخصيات كبيرة ومعروفة في عصرنا أو في العصور الماضية، وقد نقلوا هذه المنامات في كتبهم (وقد أشرنا إلى‌ بعض من نماذجها الواضحة في الجزء التاسع من التفسير الأمثل).

ومن هنا يعرف أنّه لا يمكن عدّ الرؤيا لوحدها مصدراً للمعرفة، ولهذا يقال بعدم حجية الرؤيا، بل ينبغي ضم قرائن من الخارج موضحة ولا تقبل النفي، لتصبح الرؤيا مصدراً مقبولًا للمعرفة.

4- المكاشفات الرحمانية والمكاشفات الشيطانية

قد نستغني عن التذكير بأنّه كما يوجد كشف وشهود واقعي يحصل تارة بالإيمان واليقين الكامل، وتارة اخرى بالرياضات النفسية، فانّه يوجد كشف وشهود وهمي كثير، فقد يحصل هذا الكشف بسبب التلقينات المكررة وانحراف الذهن والفكر عن جادة الصواب، وتارة بسبب الالقاءات الشيطانية، فتتمثل في ذهن الإنسان صور وحوادث لا واقع لها، إنّها


[1]. لم يكتشف العلماء منشأ النوم (لا المنام) بعد، فلا يعلمون هل أنّ منشأه نشاط فيزيائي أم كيميائي أم كلاهما، أَم ناشي‌ء عن نشاط الجهاز العصبي، فإذا كان النوم نفسه لغزاً لم يُحل بعدُ، فكيف يمكن القول بحل مسألة المنام التي هي أعقد من مسألة النوم أضعافاً مضاعفة!

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست