مستقر على خلافها في أبواب الغصب، فمن غصب دارا أو حيوانا أو شيئا آخر و انتفع
بها يكون ضامنا لهذه المنافع اجمع عندهم بلا ريب.
إذا عرفت ذلك فلنعد الى تفسير القاعدة.
معنى «الخراج» و معنى «الضمان»:
قد وقع الكلام بينهم في المراد من هذين اللفظين الواردين في متن القاعدة (على
القول بثبوتها) و ذكر فيه احتمالات أو أقوال، أهمها ما يلي:
1- ان المراد من «الخراج» ما هو المعروف في باب الخراج و الأراضي الخراجية، و
المراد من «الضمان» هو ضمان هذه الأراضي بسبب الإجارة و التقبل! و قد جعله بعضهم
أقرب الاحتمالات في الحديث و عليه لا مصاص له بما نحن بصدده [1].
2- و يقرب منه ما قيل انه يحتمل ان يكون المراد من الخراج هو الخراج المضروب
على الأراضي أو الرؤس و من الضمان ضمان والي المسلمين تدبير أمورهم و سد حاجاتهم،
و جميع ما على الوالي في صلاح دولة الإسلام و حال المسلمين، فالمراد ان الخراج
المعهود من الأراضي و غيرها بإزاء ما على الوالي من الوظائف على ادارة الأمور [2].
فالخراج في كلا الاحتمالين بمعنى واحد و لكن الضمان في الأول بمعنى إجارة
الأرض و تقبلها، و في الثاني بمعنى ولاية أمور المسلمين و تعهد أمورهم.
هذا و لكن قلّما يستعمل الضمان في هذا المعنى كما سيأتي ان شاء اللّه.