على وجه يصدق عليه انه في حوزته و قبضته و تحت يده، فمتى كان كذلك ملكه و ان
لم يقبضه القبض الحسي، و حينئذ فلو أخذه غيره لم يملكه. و وجب دفعه الى الأول الذي
هو مالكه بالسبب الذي عرفت» [1].
و نظير ذلك من بعض الجهات ما ذكره الشهيد الثاني في المسالك في كتاب الصيد [2].
الثاني: هل يعتبر في الحيازة القصد أو لا؟
لا ينبغي الشك في اعتبار القصد فيها في الجملة، و مجرد الأخذ بدونه غير كاف، و
مما يدل على ذلك بوضوح- مع انه موافق لبناء العقلاء في ذلك- ما مر من روايات وجدان
اللؤلؤة في جوف السمكة و انه لمن وجده و ان جرت عليه يد الصياد قبل ذلك، و لكن لما
لم يعلمه و لم يقصد حيازته لم يدخل في ملكه.
و هكذا الكلام في وجدان الكنوز فإنها و ان لم تكن من المباحات الأصلية الا انه
تشبهها من بعض الجهات، فان من الواضح انه لا يملكها كل من جرت يده عليها بلا علم
منه، و ان المالك للكنز هو من وجده في داره و قصد تملكه و ان جرت على الدار أيدي
ملاك قبله.
و لذلك أيضا قد ادعي عدم الخلاف في عدم حصول الملك بتوحل الصيد في الأرض
المتعلقة بإنسان، و لا بتعشيشه في داره، و لا بوثوب السمكة إلى سفينته، و لا بنحو
ذلك مما لم يقصد به الاصطياد، لعدم صدق الأخذ و عدم القصد إلى الحيازة فيبقى على
إباحته الأصلية.
و ليس ذلك من جهة عدم كون الوحل و السفينة من آلات الصيد المعتادة، لعدم