المقام الثّالث: في بيان الدليل على لزوم الإنشاء في العقود و الإيقاعات
و الظاهر أنه أمر واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان و مئونة برهان بعد ما عرفت، لأن
الوجودات على ثلاثة أقسام:
«وجودات خارجية تكوينية» مرهونة
بأسبابها الخارجية لا تنالها يد الجعل و لا مجال له فيها.
و «وجودات ذهنية» يخلقها الذهن بقوته الإلهيّة.
و «وجودات اعتبارية» و هي و إن كانت بالحمل الشائع من الوجودات الذهنية فإنها
موجودة في صقع الذهن، و لكنّها من جهة أخرى أمور فرضية يفرضها الذهن على حذو
نظائرها الخارجية، فالرأس له وجود خارجي تكويني، و أمّا الرئيس الذي له رئاسة على
قوم فهو بمنزلة الرأس للقوم (الذي يكون وجوده الجمعي أمراً اعتبارياً، و إن كانت
أشخاصهم أموراً تكوينية) فيفرضونه رأساً لهم، و لكن هذا الفرض ليس مجرّد خيال أو
وهم، بل له آثار عقلائية خارجية عندهم.
و كذا «الزوج» له مصداق خارجي تكويني، و هو من يكون قريناً لشيء أفخر في
الخارج و عدلًا له، و له مصداق اعتباري يعتبرها المعتبر على هيئة المصداق الخارجي
فيجعل «فاطمة» مثلًا زوجة لزيد، و «زيداً» زوجاً لها، و هذا الفرض له