3- و هناك طائفة اخرى من الأخبار تدل على أنّ جميع ما ذكره الأئمّة عليهم
السّلام رواية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فلم يقولوا بآرائهم شيئا، بل
كان جميع ذلك في سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و هذه الطائفة كثيرة جدّا
رويت في الكتاب القيم جامع أحاديث الشيعة باسنادها، في الباب الذي عقد لبيان حجية
فتوى الائمّة المعصومين عليه السّلام (لأجل الاحتجاج على المخالفين بأنّهم إن
انكروا إمامتهم المنصوصة فلا أقل من أنّ الواجب عليهم قبول قولهم بما هم يروون
جميع علومهم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله) و هذه الأحاديث كثيرة تذكر شطرا
منها يكون وافيا بالمقصود:
الأوّل: ما رواه جابر قال: «قلت لأبي جعفر عليه السّلام إذا حدثتني بحديث
فاسنده لي، فقال:
حدثني أبي عن جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن جبرئيل عن اللّه عزّ و
جلّ، و كلّما احدثك بهذا الاسناد» [1].
الثاني: ما رواه حفص بن البختري قال: «قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام نسمع
الحديث منك فلا أرى منك سماعه أو من أبيك، فقال: ما سمعته مني فاروه عن أبي، و ما
سمعته مني فاروه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله» [2].
الثالث: ما رواه في البصائر عن عنبسة قال: «سأل رجل أبا عبد اللّه عليه
السّلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: إن كان كذا و كذا ما كان القول فيها؟
فقال: له مهما أجبت فيه بشيء فهو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لسنا نقول
برأينا في شيء» [3].
الرابع: ما رواه في الكافي عن قتيبة، قال: «سأل رجل أبا عبد اللّه عليه
السّلام عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أ رأيت إن كان كذا و كذا ما يكون القول
فيها؟ فقال له: مه؟ ما اجبتك فيه من شيء فهو عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله
لسنا من «أ رأيت» بشيء!» [4].
الخامس: ما رواه في البصائر عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:
«لو حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا، و لكنا حدثنا ببينة من ربّنا بيّنها
لنبيّه، فبيّنها لنا» [5].
[1]. جامع أحاديث الشيعة، ج 1، الباب
4 من أبواب المقدمات، ح 3.