إن المجتمع الذي تحطمت وحدته بسبب الفرقة، و تفتت تماسكه بسبب الاختلاف،
سيتعرض- لا محالة- لغزو الطامعين، و ستكون حياته عرضة لأطماع المستعمرين، بل و
مسرحا لتجاوزاتهم، و ما أشد هذا العذاب، و ما أقسى هذه العاقبة؟ أجل تلك هي عاقبة
النفاق و الاختلاف في الدنيا.
و أما عذاب الآخرة فهو- كما وصفه اللّه تعالى في القرآن الكريم- أشد و أخرى.
فذلك هو ما ينتظر المفرّقين المختلفين، و ذلك هو ما يجب أن يتوقعه كلّ من حبذ
النفاق على الاتفاق، و التدابر على التآلف، و التشتت على الاجتماع ...