responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 637

و الظاهر أن عدد (70) إشارة إلى الكثرة فهو عدد تكثيري، لا عدد إحصائي، فالرواية تعني ان فرقة واحدة فقط بين اليهود و النصارى هي المحقّة الناجية، و فرقا كثيرة في النار، و هكذا الحال في المسلمين و ربّما يزداد عدد اختلافات المسلمين على ذلك.

و لذا أشار القرآن الكريم بما أخبر الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم أيضا إلى ما يقع بين المسلمين بعد وفاته من الاختلاف و الفرقة، و الخروج عن الطريق المستقيم الذي لا يكون إلّا طريقا واحدا، و الانحراف عن جادة الحقّ في العقائد الدينية، بل و يذهب المسلمون- في هذا الاختلاف- إلى حد تكفير بعضهم بعضا، و شهر السيوف، و التلاعن و التشاتم، و هدر النفوس، و استحلال الدماء و الأموال، بل و يبلغ الاختلاف بينهم أن يلجأ بعض المسلمين إلى الكفّار، و إلى مقاتلة الأخ أخاه.

و بهذا تتبدل الوحدة التي كانت من أسباب تفوق المسلمين السابقين و نجاحهم إلى النفاق و الاختلاف و التشرذم و التمزق، و تنقل حياتهم السعيدة إلى حياة شقية، و تحلّ الذلة محل العزّة، و الضعف مكان القوة و تتبدد العظمة السامية، و ينتهي المجد العظيم.

أجل إن الذين يسلكون سبيل الاختلاف بعد الوحدة، و الفرقة بعد الاتحاد سيكون لهم عذاب أليم.

أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‌.

إنّه ليس من شكّ في أن نتيجة الاختلاف و الفرقة لن تكون سوى الذلة و الانكسار، فذلك هو سر سقوط الأمم و ذلتها، إنه الاختلاف و التشتت، و النفاق و التدابر.


الخصال، و معاني الأخبار، و الإحتجاج، و أمالي الصدوق، و أصل سليم بن قيس، و تفسير العياشي، و أما الكتب السنية فهي الدرّ المنثور، و جامع الأصول، و الملل و النحل.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 637
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست