تشير الآية إلى جانب آخر من آثام اليهود و أهل الكتاب. و لكونها وردت بصيغة
عامّة، فإنّها تشمل كلّ من تنطبق عليه هذه الصفات.
تقول الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ
اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أي
الذين يجعلون عهودهم مع اللّه و القسم باسمه المقدّس موضع بيع و شراء لقاء مبالغ
مادّية، سيكون جزاءهم خمس عقوبات:
أحدها: أنّهم سوف يحرمون من نعم اللّه التي لا نهاية لها في الآخرة أُولئِكَ لا خَلاقَ[1] لَهُمْ.
ثمّ إنّ اللّه يوم القيامة يكلّم المؤمنين و لكنّه لا يكلّم أمثال هؤلاء وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ.
كما إنّ اللّه سوف لا ينظر إليهم بنظر الرحمة و اللطف يوم القيامة وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ. و من ذلك يعلم أن اللّه تعالى في ذلك اليوم يتكلم مع
عباده المؤمنين (سواء مباشرة أو بتوسط الملائكة) ممّا يجلب لهم السرور و الفرح و
يكون دليلا على عنايته بهم و رعايته لهم، و كذلك النظر إليهم، فهو إشارة إلى
العناية الخاصّة بهم، و ليس المقصود انظر الجسماني كما توهم بعض الجهلاء.
أمّا الأشخاص الذين باعوا آيات اللّه بثمن مادي فلا يشملهم اللّه تعالى
بعنايته، و لا بمحادثته.
و لا يطهّرهم من ذنوبهم وَ لا
يُزَكِّيهِمْ.
[1]- «خلاق» من مادة «خلق» بمعنى
النصيب و الفائدة. و ذلك لأن الإنسان يحصل عليها بواسطة أخلاقه (و هو إشارة إلى
أنهم يفتقدون الأخلاق الحميدة التي تؤهلهم للانتفاع في ذلك اليوم).