المرض إلى
خارج المدينة حيث انشب المرض مخالبه فيهم و ماتوا. و مضى زمان على هذا حتّى مرّ
يوما «حزقيل» [1] أحد أنبياء بني إسرائيل بذلك المكان و دعا اللّه
أن يحييهم، فاستجاب اللّه دعاءه و أحياهم.
التّفسير
كيف ماتوا
و كيف عادوا إلى الحياة؟!
هذه الآية
كما مرّ في سبب نزولها تشير إشارة عابرة و لكنّها معبّرة إلى قصّة أحد الأقوام
السّالفة التي انتشر بين أفرادها مرض خطير و موحش بحيث هرب الآلاف منهم من ذلك
المكان فتقول الآية: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ
دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ.
من الأساليب
الشايعة في الأدب العربي استعمال تعبير ألم تر فيما يطلب الفات النظر إليه، و
بالرّغم من أنّ المخاطب هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم و لكنّ الكلام
موجّه بطبيعة الحال إلى جميع الناس.
و رغم أنّ
الآية أعلاه لا تشير إلى عدد خاص و اكتفت بكلمة
أُلُوفٌ و لكنّ الوارد في الروايات أنّ عددهم كان عشرة آلاف، و ذكرت روايات
اخرى أنّهم كانوا سبعين ألف أو ثمانين ألف [2].
ثمّ أنّ
الآية أشارت إلى عاقبتهم فقالت: فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا
ثُمَّ أَحْياهُمْ لتكون قصّة موتهم و حياتهم مرّة اخرى عبرة
للآخرين. و من الواضح أنّ المراد من مُوتُوا
ليس هو الأمر اللفظي بل هو أمر اللّه التكويني الحاكم على كلّ حيّ في
[1]- في بعض الروايات أنّ حزقيل هو النبيّ
الثالث بعد موسى عليه السّلام في بني إسرائيل.
[2]- راجع التفاسير: مجمع البيان، القرطبي، روح
البيان، في ذيل الآية المبحوثة.