عالم الوجود،
أي أنّ اللّه تعالى أوجد أسباب هلاكهم فماتوا جميعا في وقت قصير، و هذه أشبه
بالأمر الذي أورد في الآية 82 من سورة يس إِنَّما
أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[1].
و جملة
ثُمَّ أَحْياهُمْ إشارة إلى عودتهم إلى الحياة بعد موتهم استجابة
لدعاء (حزقيل النبي) كما ذكرنا في سبب نزول الآية، و لمّا كانت عودتهم إلى الحياة
مرّة اخرى من النعم الإلهيّة البيّنة (نعمة لهم و نعمة لبقيّة الناس للعبرة) ففي
ختام الآية تقول إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ
وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ فليست نعمة
اللّه و ألطافه و عنايته تنحصر بهؤلاء، بل لجميع الناس.
بحوث
هنا ينبغي
أن نشير إلى بعض النقاط:
1- هل هذه
الحادثة التاريخيّة حقيقيّة، أم مجرّد تمثيل؟
هذه الحكاية
التي ذكرناها، أ هي حدث تاريخي واقعي أشار إليه القرآن إشارة عابرة، ثمّ شرحته
الروايات و الأحاديث، أم أنّها أقصوصة لتجسيد الحقائق العقلية و بيانها بلغة
حسّية؟
لمّا كان
لهذه الحكاية جوانب غير عادية بحيث صعب هضمها على بعض المفسّرين، فإنّهم أنكروا
كونها حقيقة واقعة، و قالوا إنّ ما جاء في الآية إنّما هو من باب ضرب المثل بقوم
يضعفون عن الجهاد ضدّ العدوّ فيهزمون ثمّ يعتبرون بما جرى فيستيقظون و يستأنفون
الجهاد و محاربة العدوّ و ينتصرون.
و بموجب هذا
التفسير يكون معنى «موتوا» الهزيمة في الحرب بسبب الضعف