انتشر مرض
الطاعون في إحدى مدن الشام و أخذ يحصد الناس بسرعة عجيبة، فهجر المدينة جمع من
الناس أملا في النجاة من مخالب الموت. و إذ نجوا من الموت فعلا بهروبهم من ذلك
الجو المبوء، شعروا في أنفسهم بشيء من القدرة و الاستقلالية، و حسبوا أنّ نجاتهم
مدينة لعوامل طبيعية غافلين عن إرادة اللّه و مشيئته، فأماتهم اللّه في تلك
الصحراء بالمرض نفسه.
قيل: إنّ
نزول المرض بأهل هذه المدينة كان عقابا لهم، لأنّ زعيمهم و قائدهم طلب منهم أن
يستعدّوا للحرب و أن يخرجوا من المدينة. و لكنّهم رفضوا الخروج للحرب بحجّة أنّ
مرض الطاعون متفشّي في ميادينها، فابتلاهم اللّه بما كانوا يخشونه و يفرّون منه،
فانتشر بينهم مرض الطاعون، فهجروا بيوتهم و هربوا من