responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 307

ملاحظة كان نبيّ الإسلام مثال الصبر و الاستقامة:

إنّ حياة أنبياء اللّه العظام- و خاصة نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم- تبيان لمقاومتهم اللامحدودة أمام الحوادث الصعبة و الشدائد العسيرة، و العواصف الهوجاء، و المشاكل القاصمة، و لما كان طريق الحق مليئا بهذه المشاكل دائما، فيجب على سالكيه أن يستلهموا العبر من أولئك العظماء في هذا المسير.

إنّنا ننظر عادة من نقطة مضيئة في تاريخ الإسلام إلى أيّام مرّت على الإسلام و نبيّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم صعبة مظلمة، و هذه النظرة من المستقبل إلى الماضي تجسم الوقائع و الحقائق بشكل آخر، فينبغي علينا أن ندرك أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم كان وحيدا فريدا لا يرى في أفق الحياة أية علامة للانتصار.

فأعداؤه شمروا عن سواعدهم للفتك به، حتى أنّ أقاربه و عشيرته كانوا في الخط الأوّل في هذه المجابهة! كان يذهب دائما إلى قبائل العرب و يدعوهم، و لكن لم يكن يجيبه أحد.

كانوا يرجمونه حتى تسيل الدماء من عقبيه، لكنه لم يكن يكف عن عمله.

لقد فرضوا عليه الحصار الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي بحيث أغلقوا جميع الأبواب و الطرق بوجهه و بوجه أتباعه، حتى مات بعضهم جوعا، و أقعد المرض بعضهم الآخر.

لقد مرّت على النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أيّام يصعب على القلم و اللسان وصفها، فعند ما جاء إلى الطائف ليدعو الناس إلى الإسلام، لم يكتفوا بعدم إجابة دعوته، بل رموه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه.

لقد كانوا يحثون الجهلاء من الناس على أن يصرخوا، و يسيئوا في كلامهم إليه، فيضطر إلى أن يلتجئ إلى بستان و يستظل بظل شجرة، و يناجي ربّه‌

فيقول: «اللّهمّ إليك أشكو ضعف قوتي، و قلة حيلتي، و هو اني على الناس، يا أرحم الراحمين: أنت‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست