responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 308

رب المستضعفين، و أنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ...» [1].

كانوا يسمونه ساحرا تارة، و أخرى يخاطبونه بالمجنون.

كانوا يلقون التراب و الرماد على رأسه حينا، و حينا يجمعون على قتله، فيحاصرون بيته بالسيوف و الرماح.

إلّا أنّه رغم كلّ تلك الظروف استمر في صبره و صموده و استقامته.

و أخيرا جنى الثمرة الطيبة لهذه الشجرة المباركة، فقد عمّ دينه شرق العالم و غربه، لا جزيرة العرب وحدها، و يدوّي اليوم صوت انتصاره صباح مساء في كلّ أرجاء الدنيا، و في قارات العالم الخمسة، و هذا هو معنى: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ‌.

و هذا هو طريق محاربة الشياطين، و طريق الإنتصار عليهم، و الوصول إلى الأهداف الإلهية السامية.

إذا كان الأمر كذلك، فكيف يطمح طلاب الراحة و السلامة إلى أن يصلوا إلى أهدافهم الكبيرة من دون صبر و تحمل للعذاب و الآلام؟

و كيف يأمل مسلمو اليوم أن ينتصروا على كلّ هؤلاء الأعداء الذين اجتمعت كلمتهم على إفنائهم و القضاء عليهم، دون الاستلهام من دين نبي الإسلام الأصيل؟

و القادة الإسلاميون بخاصة مأمورون بهذا الأمر قبل الجميع، كما

ورد في حديث عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام: «إنّ الصبر على ولاة الأمر مفروض، لقول اللّه عزّ و جلّ لنبيّه: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ‌ و إيجابه مثل ذلك على أوليائه و أهل طاعته بقوله: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» [2].

اللّهمّ امنحنا هذه الموهبة العظيمة، هذه العطية السماوية، و هذا الصبر و الثبات‌


[1]- سيرة ابن هشام، المجلد 2، صفحة 61.

[2]- احتجاج الطبرسي طبقا لنقل نور الثقلين، المجلد 5، صفحة 23.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست