responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 306

سريعا، و سيرون بأعينهم ما أطلقوه عليها و ادعوه فيها، و يجزون أشدّ العذاب، و عندها سيطلعون على أخطائهم، و يعرفون ما كانوا عليه من الضلالة و الغي.

إنّ عمر الدنيا قصير جدّا بالنسبة إلى عمر الآخرة، حتى: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ.

إنّ هذا الإحساس بقصر عمر الدنيا بالنسبة إلى الآخرة، إمّا بسبب أنّ هذه الحياة ليست إلّا ساعة أمام تلك الحياة الخالدة حقيقة و واقعا، أو لأنّ الدنيا تنقضي عليهم سريعا حتى كأنّها لم تكن إلّا ساعة، أو من جهة أنّهم لا يرون حاصل كلّ عمرهم الذي لم يستغلوه و يستفيدوا منه الاستفادة الصحيحة إلّا ساعة لا أكثر.

هنا سيغطي سيل الأحزان و الحسرة قلوب هؤلاء، و لات حين ندم، إذ لا سبيل الى الرجوع.

لهذا نرى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و

قد سئل: كم ما بين الدنيا و الآخرة؟ فقال: «غمضة عين، ثمّ يقول: قال اللّه تعالى: كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ» [1].

و هذا يوحي بأنّ التعبير بالساعة لا تعني مقدار الساعة المتعارفة، بل هو إشارة إلى الزمان القليل القصير.

ثمّ تضيف الآية كتحذير لكلّ البشر «بلاغ» [2] لكلّ أولئك الذين خرجوا عن خط العبودية للّه تعالى .. لأولئك الغارقين في بحر الحياة الدنيا السريعة الزوال و الفناء، و العابدين شهواتها .. و أخيرا هو بلاغ لكلّ سكان هذا العالم الفاني.

و تقول في آخر جملة تتضمن استفهاما عميق المعنى، و ينطوي على التهديد:

فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ‌؟

***
______________________________

(1)- روضة الواعظين، طبقا لنقل نور الثقلين، المجلد 5، صفحة 25.

(2)- «بلاغ» خبر لمبتدأ محذوف، و التقدير: هذا القرآن بلاغ، أو: هذا الوعظ و الإنذار بلاغ.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست