responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 80

بجدّ و سعي إلّا أنّهم يبتلون أحيانا بالنقائص و الزلّات، و لعلّ من الممكن أن يعلو غبار اليأس و القنوط قلوبهم نتيجة هذه الزلّات و الهفوات، هنا تأتي إليهم الشفاعة كقوّة محرّكة و تقول: لا تيأسوا، و استمروا في طريقكم، و لا تكفوا أيديكم عن السعي و الاجتهاد في هذا المسير، و إذا ما بدر منكم زلل و هفوات فإنّ هناك شفعاء سيشفعون لكم عند اللّه الرحمن الذي وسعت رحمته كلّ شي‌ء فيأذن لهم بالشفاعة.

أنّ الشفاعة ليست دعوة للتقاعس، أو الفرار من تحمّل المسؤولية، أو أنّها ضوء أخضر لارتكاب المعاصي، بل هي دعوة إلى الاستقامة في طريق الحقّ، و اجتناب الذنوب قدر الإمكان.

و مع أنّنا قد أوردنا بحث الشفاعة بصورة مفصّلة في ذيل الآية (47- 48) من سورة البقرة، و في ذيل الآية (255) من سورة البقرة، لكن لا بأس من أن نضيف هنا قصّة جميلة:

فقد روى العالم الرّباني المرحوم «ياسري»- أحد علماء طهران المحترمين- أنّ شاعرا يسمّى «حاجبا» كان قد ابتلي بأفكار العوام في مسألة الشفاعة، فنظّم شعرا قال فيه:

يا حاجب إن كانت معاملتك مع علي في المحشر، فأنا ضامن لك النجاة و اعمل ما شئت من الذنوب.

فرأى أمير المؤمنين عليا عليه السّلام في المنام، و كان مغضبا، و قال له: لم تحسن قول الشعر، فقال: فما ذا أقول؟ فقال: أصلح شعرك و قل: يا حاجب: إن كانت معاملتك مع علي في المحشر فاستح منه و قلّل من ذنوبك و معاصيك.

و لمّا كان حضور الناس في عرصات القيامة للحساب و الجزاء لا بدّ معه من علم اللّه سبحانه بأعمالهم و سلوكهم و معاملاتهم، فإنّ الآية التالية تضيف: يَعْلَمُ ما

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست