responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 79

يدعو الداعي الإلهي جميع البشر إلى الحياة و الاجتماع في المحشر للحساب فيلبّي الجميع دعوته و يتّبعونه‌ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ‌.

هل إنّ هذا الداعي (إسرافيل) أم ملك آخر من ملائكة اللّه المقرّبين؟ القرآن لم يشخّص و يحدّد ذلك بدقة، و كائنا من كان فإنّ أمره نافذ لا يقدر أي أحد على التخلّف عنه.

و جملة «لا عوج» أ يمكن أن تكون وصفا لدعوة هذا الداعي، أو وصفا لاتّباع المدعوين، أو لكليهما. و ممّا يلفت النظر أنّه كما أنّ سطح الأرض يصبح صافيا و مستويا بحيث لا يبقى فيه أي اعوجاج، فإنّ أمر اللّه و الداعي أيضا كلّ منهما صاف و مستقيم جلي، و اتّباعه واضح لا سبيل لأي انحراف و اعوجاج إليه.

عند ذلك: «وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» [1]. إنّ هدوء الأصوات أو خشوعها هذا إمّا هو لهيمنة العظمة الإلهيّة على عرصة المحشر حيث يخضع لها الجميع، أو خوفا من الحساب و نتيجة الأعمال، أو لكليهما.

و بما أنّ بعض الغارقين في الذنوب و المعاصي قد يحتمل أن تنالهم شفاعة الشافعين و تنجيهم، فإنّه يضيف مباشرة: يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا و هذا إشارة إلى أنّ الشفاعة هناك ليست اعتباطية و عشوائية، بل إنّ هناك تخطيطا دقيقا لها، سواء ما يتعلّق بالشافعين أو المشفوع لهم، و ما دام الأفراد لا يملكون الأهلية و الاستحقاق للشفاعة، فلا معنى حينئذ لها.

و الحقيقة هي أنّ جماعة ينظرون إلى الشفاعة بمنظار خاطئ، فهم يتصورون أنّها لا تختلف عن أساليب الدنيا و مراوغاتها، في حين أنّ الشفاعة في منطق الإسلام مرحلة تربوية متقدّمة، و عامل مساعد لهؤلاء الذين يطوون طريق الحقّ‌


[1]- «الهمس»- كما يقول الراغب في مفرداته- يعني الصوت الخفي و المنخفض. و فسّره بعضهم بأنّه الصوت الخفي للقدم الحافية، و البعض بحركة الشفاء من دون أن يسمع معها صوت، و لا يوجد تفاوت كبير بين هذه المعاني.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست