و هكذا فإنّه
توجّه أوّلا إلى قائد المجتمع ليرى هل كان في عمله قصور أولا؟
و بعد ثبوت
براءته توجّه إلى سبب الفساد، ثمّ إلى أنصار الفساد و مبتغيه!
2- من هو
السامري؟
إنّ أصل لفظ
(سامري) في اللغة العبرية (شمري) و لمّا كان المعتاد أن يبدّل حرف الشين إلى السين
عند تعريب الألفاظ العبرية كما في تبديل «موشى» إلى «موسى»، و «يشوع» إلى «يسوع»،
نفهم من ذلك أنّ السامري كان منسوبا إلى «شمرون»، و شمرون هو ابن يشاكر النسل
الرّابع ليعقوب.
و من هنا
يتّضح أنّ اعتراض بعض المسيحيين على القرآن المجيد- بأنّ القرآن قد عرّف شخصا كان
يعيش في زمان موسى و أصبح زعيما و مروّجا لعبادة العجل باسم السامري المنسوب إلى
«السامرة»، في حين أنّ السامرة لم يكن لها وجود أصلا في ذلك الزمان- لا أساس له،
لأنّه كما قلنا منسوب إلى شمرون لا السامرة [1].
على كلّ حال،
فإنّ السامري كان رجلا أنانيا منحرفا و ذكيّا في الوقت نفسه، حيث استطاع أن يستغلّ
نقاط ضعف بني إسرائيل و أن يوجد- بجرأة و مهارة خاصّة- تلك الفتنة العظيمة التي
سبّبت ميل الأغلبية الساحقة إلى عبادة الأصنام، و كذلك رأينا أيضا أنّه لاقى جزاء
هذه الأنانيّة و الفتنة في هذه الدنيا.