responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 58

بحوث‌

1- شوق اللقاء!

قد يكون قول موسى عليه السّلام في جواب سؤال اللّه تعالى له حول استعجاله إلى الميقات حيث قال: وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى‌ عجيبا لدى من لم يعرف شأن جاذبية عشق اللّه، إلّا أن الذين أدركوا هذه الحقيقة بكلّ وجودهم، و الذين إذا اقترب موعد الوصال اشتدّ لهيب العشق في أفئدتهم، يعلمون جيدا أيّة قوّة خفيّة كانت تجرّ موسى عليه السّلام إلى ميقات اللّه، و كان يسير سريعا بحيث تخلّف عنه قومه الذين كانوا معه.

لقد كان موسى عليه السّلام قد تذوق حلاوة الوصال و الحبّ و المناجاة مع اللّه مرارا، فكان يعلم أنّ كلّ الدنيا لا تعدل لحظة من هذه المناجاة.

أجل ... هذا هو طريق الذين تجاوزوا مرحلة العشق المجازي نحو مرحلة العشق الحقيقي ... عشق المعبود الأزلي المقدّس و الكمال المطلق، و الحسن و اللطف الذي لا نهاية له، و كلّ ما عند المحسنين الصالحين جميعا عنده بمفرده، بل إنّ جمال و حسن المحسنين كلّه ومضة بسيطة من إحسانه الدائم الخالد. فيا إلهنا الكبير من علينا بذرّة من هذا العشق المقدّس.

يقول الإمام الصادق عليه السّلام- كما روي عنه- «المشتاق لا يشتهي طعاما، و لا يلتذّ شرابا، و لا يستطيب رقادا، و لا يأنس حميما، و لا يأويّ دارا ... و يعبد اللّه ليلا و نهارا، راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق إليه ... كما أخبر اللّه عن موسى بن عمران في ميعاد ربّه بقوله: و عجّلت إليك ربّ لترضى» [1].


[1]- تفسير نور الثقلين، الجزء 3، ص 388.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست