بما أنّ الآيات السابقة تحدّثت عن قضيّة المعاد، و استعرضت الصفات الإلهيّة،
فانّ الآية الأولى أعلاه تناولت التوحيد نافية الشرك مؤكّدة للمبدأ و المعاد.
في قوله تعالى: وَ مَنْ يَدْعُ مَعَ
اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ[1].
أجل، إنّ المشركين يستندون إلى الأوهام، فلا دليل على ما يدّعون سوى أنّهم
كالببغاء يقلّدون آباءهم في التمسّك بالخرافات و الأساطير- التي لا أساس
[1]- و اعتبر بعض المفسّرين عبارة
«فإنّما حسابه عند ربّه» جواب الشرط لعبارة «من يدّع مع اللّه» و يعتبر جملة «لا
برهان له به» جملة اعتراضية جاءت بين سؤال الشرط و جوابه. و هي لتأكيد الهدف
النهائي. إلّا أنّ البعض الآخر يرى أنّ عبارة «لا برهان له» جواب الشرط و جملة
«فإنّما حسابه» ... فرع عنها، لكنّ هذا الاحتمال لا ينسجم مع الأدب العربي، إذ
يستوجب أن يقترن جواب الشرط بالفاء. أي «فلا برهان له، و ذهب آخرون إلى أنّ هذه
الجملة صفة أو حالا. إلّا أنّ الاحتمال الأوّل يبدو أقرب إلى الصواب رغم أنّه لا
فرق في المعنى يستحقّ الملاحظة».