و على هذا فإنّ دراسة هذا العالم العظيم لوحده دليل على كونه مقدّمة لعالم
أوسع يمتاز بالدوام الخالد، و يعطي الإيمان به حياتنا معناها اللائق بها، و يخلصها
من التفاهات. و لهذا لا نستغرب من تصوّر الفلاسفة الماديّين الذين لا يعتقدون
بالقيامة و الآخرة أنّ هذا العالم تافه لا هدف له. و لو كنّا نحن نعتقد بمثل هذا
فحسب لاتّجهنا نفس اتّجاههم. و لهذا نؤكّد أنّه إذا كان الموت نقطة النهاية فخلق
الوجود يصبح أمرا تافها، لهذا نقرأ في الآية (66) من سورة الواقعة وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا
تَذَكَّرُونَ؟!