responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 528

و استعملت الآية أسلوبا مؤثّرا آخر لإيقاظ هذه الفئة و تعليمها أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ‌ هذه العبارة الموجزة و العميقة تبيّن واحدا من أقوى الأدلّة على البعث و حساب الأعمال و الجزاء، و تعني أنّ الحياة الدنيا تصبح عبثا إن لم تكن القيامة و المعاد. فالدنيا بما فيها من مشاكل و ما وضع فيها اللّه من مناهج و مسئوليات و برامج، تكون عبثا و بلا معنى إن كانت لأيّام معدودات فقط، كما سنشرح ذلك في المسائل الآتية.

و بما أنّ عدم بثيّة الخلق أمر مهمّ يحتاج إلى دليل رصين، أضافت الآية فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ‌.

فإنّ الذي يقوم بعمل تافه- في الواقع- هو الجاهل غير الواعي أو الضعيف غير القادر، أو من هو بالذات تافه خاو.

أمّا «اللّه» الذي جمع الكمال في صفاته.

و هو «الملك» الذي يملك جميع الكائنات و يحكم عليها و هو «الحقّ» الذي لا يصدر منه غير الحقّ، فكيف يخلق الوجود عبثا بلا غاية.

و لو توهّم أحد الأشخاص بأنّه يمكن أن يوجد من يمنعه من الوصول إلى هدفه، فإنّ عبارة لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ‌ تنفي ذلك و تؤكّد ربوبيّته و مفهومها أنّ هذا المالك مصلح و هادف في خلقه للعالم.

و باختصار نقول: إنّه إضافة إلى ذكر كلمة «اللّه» التي هي إشارة إلى صفاته الكمالية في ذاته، ذكرت الآية أربع صفات بشكل صريح: مالكية و حاكمية اللّه، ثمّ حقّانيّة وجوده، و كذلك عدم وجود شريك له، و أخيرا مقام ربوبيّته. و هذا كلّه دليل على أنّه تعالى لا يقوم بعمل عبثا، كما أنّه لم يخلق البشر عبثا.

كلمة «العرش» كما أشرنا سابقا، هي إشارة إلى أنّ عالم الوجود كلّه الخاضع‌


أنّكم ما لبثتم إلّا قليلا، و قال بعض المفسّرين أن «لو» تعني هنا «ليت» و بهذا تكون الجملة بهذا الشكل «ليتكم علمتم بهذا الموضوع في دنياكم»

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست