responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 527

فما ذهب إليه بعض المفسّرين: من أنّ المراد من هذا الاستفسار هو عن السؤال مقدار انتظارهم في عالم البرزخ، بعيد حسب الظاهر، رغم وجود شواهد قليلة على ذلك في آيات أخرى‌ [1].

إلّا أنّهم يرون في هذه المقارنة أنّ الدنيا قصيرة جدّا جدّا قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ‌.

و الحقيقة أنّ الأعمار الطويلة في الدنيا كسحابة صيف لو قارناها بحياة الآخرة، حيث النعم الخالدة و العقاب غير المحدود.

و للتأكيد أو للردّ بدقّة قالوا فَسْئَلِ الْعادِّينَ‌ أي: ربّاه اسأل الذين يعرفون أن يعدّوا الأعداد و يحسبوها بدقّة حين مقارنة بعضها مع بعض، و يمكن أن يكون القصد من كلمة «العادّين» الملائكة الذين يحسبون أعمار الناس و أعمالهم بدقّة، لأنّ هؤلاء يجيدون الحساب أفضل من غيرهم.

و هنا يؤنّبهم اللّه و يستهزئ بهم‌ قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ‌ فسوف يدركون يوم القيامة مدى قصر عمر الدنيا المحدود بالنسبة لعمر الآخرة الممدود، فالعمر الأوّل ما هو إلّا كلمة بصر، و لكنّهم كانوا يتصوّرونه خالدا، لأنّ حجب الغفلة و آثارها قد أسدلت على قلوبهم، فحجبتها عن رؤية الحقّ، فاستهانوا بالآخرة و حسبوها وعدا آجلا بعيدا، لهذا قال لهم اللّه عزّ و جلّ: لو أنّكم كنتم تعلمون لأدركتم هذه الحقيقة التي توصّلتم إليها يوم القيامة في دنياكم‌ [2].


[1]- نقرأ في سورة الروم الآية (55) و (56): وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ، وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى‌ يَوْمِ الْبَعْثِ، فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ، وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‌ تبيّن هاتان الآيتان أنّ الاستفسار و الردّ خاص بالتوقّف في البرزخ، و إذا جعلناه دليلا على الآيات موضع البحث، فمفهومها سيكون أيضا التوقّف في البرزخ، إلّا أنّه كما قلنا: إنّ الدلائل الموجودة- في الآيات موضع البحث- مقدّمة عليها، و إنّها تبيّن أنّ الاستفسار و جوابه يخصّ التوقّف في الدنيا.

[2]- إن «لو» في الآية السابقة شرطية كما قلنا سابقا. و هناك جملة تقديريّة محذوفة فتكون «لو أنّكم كنتم تعلمون» لعلمتم‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست