responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 507

و أخيرا ماذا سيكون وضع المؤمنين و الصالحين و الكفّار و المسيئين فيه؟

هذه أسئلة أشارت الآيات و الأحاديث السابقة إليها، لهذا نجيب عنها حسبما يسمح به وضع هذا الكتاب.

تعني كلمة «البرزخ» في الأصل الشي‌ء الذي يقع حائلا بين شيئين، ثمّ استعملت لكلّ ما يقع بين أمرين. و لهذا أتت كلمة البرزخ للدلالة على عالم يقع بين عالم الدنيا و الآخرة.

و الدليل على وجود عالم البرزخ، أو عالم القبر، أو عالم الأرواح، نجده في الأدلّة النقلية، فقد دلّ عليه صريح آيات القرآن أحيانا و ظاهرها أحيانا أخرى.

و الآية موضع البحث‌ وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‌ ظاهرة في وجود عالم البرزخ. رغم أنّ البعث رغب في القول بأنّ كلمة «البرزخ» في هذه الآية تعني العائق و المانع من العودة إلى الدنيا، غير أنّ هذا المعنى يبدو غريبا، لأنّ عبارة إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‌ دليل على وقوع عالم البرزخ بين الدنيا و الآخرة، و ليس بين الإنسان و الدنيا.

و من الآيات التي تصرّح بوجود مثل هذا العالم، الآيات الخاصّة بحياة الشهداء، مثل‌ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‌ الآية (169) من سورة آل عمران، و الخطاب فيها موجّه إلى النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم. أمّا الآية (154) من سورة البقرة فإنّها خطاب لجميع المؤمنين: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ‌.

و عالم «البرزخ» ليس للمؤمنين ذوي الدرجة الرفيعة كالشهداء فقط، بل للكفّار الطغاة كفرعون و أعوانه أيضا، و هذا ما صرّحت به الآية (46) من سورة المؤمن‌ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ‌.

و ذكرت آيات أخرى عالم البرزخ و لكن لا تصل إلى صراحة و ظهور الآيات‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست