تابعت هاتان الآيتان ما تناولته الآيات السابقة من عناد المشركين و المذنبين و
تمسكهم بالباطل، فتناولت حالهم الوخيم حين الموت. و أنّهم يستمرّون في باطلهم: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ[1].
حينما يجبر المذنب و المشرك على ترك الدنيا لينتقل إلى عالم آخر، تزول عنه حجب
الغفلة و الغرور، فيرى بأمّ عينه مصيره المؤلم، فلا مال و لا جاه، فقد عاد كلّ ما
يعنيه هباء في هباء، و هو يشاهد اليوم عاقبة أمره، و ما ارتكبه من ذنوب
[1]- «حتّى» هي في الواقع غاية لجملة
محذوفة، و يفهم من العبارات السابقة أن تقديرها: إنّهم يستمرّون على هذا الحال
حتّى إذا جاء أحدهم الموت، و يستدلّ على ذلك من عبارة «نحن أعلم بما يصفون» التي
استفيد منها في الآيتين السابقتين (فتأمّلوا جيدا).