responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 498

و من الطبيعي أيضا أنّها سوف تسعى لاستكمال ذاتها، و تحاول ضمّ بقيّة المناطق إلى حوزتها، و هذا السعي للتكامل و التنافس في الاقتدار مدعاة لوقوع العالم فريسة بين مخالب الناقصين الباحثين عن السيطرة على غيرهم، و النتيجة هي فساد العالم و دماره.

و بهذا تكون كلتا الجملتين في الآية إشارة إلى دليل منطقي واحد، و لا تصل النوبة إلى حصر الجملة في جهة إقناعية و ليست منطقية.

السؤال الوحيد الباقي في هذا المورد هو أنّ البرهان المذكور يصحّ فيما لو فرضنا أنّ الآلهة تسعى للتغلّب و السيطرة المطلقة، أمّا لو فرضناها حكيمة و عالمة، فما المانع من أنّ تدير العالم بالتشاور فيما بينها؟

لقد أجبنا عن هذا السؤال في تفسيرنا للآية الثّانية و العشرين من سورة النساء، في بحث برهان التمانع، و لا حاجة لتكراره هاهنا.

و الآية التالية تردّ على المشركين المغالطين فتقول: عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أي إنّ اللّه يعلم ظاهر الأشياء و باطنها، فكيف تتصوّرون وجود إله آخر تعرفونه أنتم و لا يعرفه الربّ الذي خلقكم و الذي يعلم الغيب و الشهادة في هذا العالم؟

هذا البيان يشبه ما ورد في الآية الثامنة عشرة من سورة يونس‌ قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ‌؟! و بهذه العبارة يبطل تصوراتهم الخرافيّة: فَتَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌.

و ختام هذه الآية يشبه ختام الآية الثامنة عشرة من سورة يونس و هو سُبْحانَهُ وَ تَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌. و هذا يدلّ على وحدة الموضوع.

كما أنّ هذه العبارة تهديد موجّه للمشركين بأنّ اللّه الّذي يعلم السرّ و العلن، يعلم ما تقولونه. و سيحاسبكم عليه يوم القيامة في محكمته العادلة.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست