و من جهة أخرى اهتمت بعض آيات القرآن بمنهج أكثرية المؤمنين باعتباره معيارا
صحيحا للآخرين، فقد جاء في الآية الخامسة عشرة بعد المائة من سورة النساء: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ
لَهُ الْهُدى وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى
وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً و نجد
في الرّوايات الإسلامية لدى تعارض الرّوايات أنّ أحد المعايير للترجيح هو الشهرة
بين أصحاب أئمّة الهدى و أنصارهم و أتباعهم، كما
يقول الإمام الصادق عليه السّلام: «ينظر إلى ما
كان من روايتهما عنّا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه عند أصحابك، فيؤخذ به من
حكمنا و يترك الشاذّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه» [6].
و نقرأ
في نهج البلاغة: «و الزموا السواد الأعظم،
فإنّ يد اللّه مع الجماعة، و إيّاكم و الفرقة، فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان، كما
أنّ الشاذّ من الغنم للذئب» [7].