responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 481

المعروفون بالصلاح و الاستقامة، فلم يبق اللّه للمشركين ذريعة في هذا الصدد إذ قال سبحانه: أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ‌.

فلو كان الرسل مجهولين لتذرّع المنافقون بذلك، و لأنكروا الرسالات السماوية.

و الأمر الآخر أنّ الرسل لا يستسلمون أبدا لأهواء الناس. و لا يقرّون الناس على ما اعتادوه من انحراف، مثلما نشاهده اليوم حيث التأييد المطلق لكلّ الرغبات العامّة (رغم انحراف الكثير منها). و على هذا كان الرسل يواصلون عملهم بإصرار دائم لنشر العقيدة الحقّة رغم رفض عدد كبير من الناس لهم و حقدهم عليهم.

و الصفة الاخرى للأنبياء أنّهم لم يطلبوا أجرا من الناس، و لم يأخذوا منهم شيئا في مقابل نشر الحقّ، فهم لا يرجون غير اللّه، و ظلّوا يتجرّعون الفقر و البأساء دون أن يكون لأحد عليهم منّة قطّ، ليبقوا أحرارا طليقين في نشر دعوتهم بين الناس.

3- لماذا لا يميل أكثر الناس إلى الحقّ؟

لقد استنكرت آيات القرآن الكريم- كالآيات السابقة- «الأكثرية» من الناس، في حين نرى أنّ «الأكثرية» يقرّرون اليوم صلاح الشي‌ء أو عدمه فهم معيار الحسن و القبح في المجتمع، و هذا يثير علامة استفهام كبيرة: و ليس الكلام في الآيات التي تذكر الأكثرية مع إضافة ضمير (هم) حيث يكون المراد منها أكثر الكافرين و المشركين و أمثالهم، بل الكلام حول الآيات التي تذكر عنوان (أكثر الناس) من قبيل: وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ‌ [1].


[1]- البقرة، 243.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست