responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 480

وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَ‌. و تفسير هذه المسألة ليس صعبا للأسباب الآتية:

الف- لا شكّ في أنّ أهواء الناس متفاوتة، و قد ينقض بعضها بعضا، حتّى بالنسبة لشخص واحد فقد تتناقض أهواؤه.

و لو استسلم الحقّ لهذه الأهواء لنتج عن ذلك الفساد و عمّت الفوضى. لماذا؟

لأنّ كلّ فرد له صنم و معبود، فلو حكمت هذه الآلهة الكثيرة و المتضادّة هذا العالم المترامي الأطراف، لظهر الفساد و تعمّ الفوضى من جرّاء ذلك، و هذا لا يخفى على أحد.

ب- إنّ أهواء الناس مع قطع النظر عن تناقضها، فهي تميل نحو الفساد و الشرّ و لو سادت الوجود و المجتمع البشري، فالنتيجة لا تكون سوى الفساد و الشرّ.

ج- إنّ الميول و الأهواء ذات بعد واحد، و لا تنظر إلى الأمور إلّا من زاوية واحدة و تغفل عن بقيّة الأبعاد، و من المعلوم أنّ أحد العوامل المهمّة في الفساد و الخراب هو المنهج ذو البعد الواحد الذي يغفل عن الأبعاد الاخرى.

و الآية محلّ البحث تشبه من بعض جوانبها ما ورد في الآية الثّانية و العشرين من سورة الأنبياء لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا.

و بديهي أنّ الحقّ كالصراط المستقيم واحد لا نظير له، بينما الأهواء النفسية متعدّدة كأوثان المشركين. فأيّما نتّبع الحقّ أم الهوى؟ أ نتّبع الهوى الذي هو مصدر الفساد في السّماء و الأرض و في جميع الموجودات، أم الحقّ الذي هو رمز الواحدة، و التوحيد و النظام و الانسجام؟

الجواب في غاية الوضوح و الإشراق.

2- صفات القائد

أوضحت الآيات السابقة عددا من صفات القادة إلى طريق الحقّ، فهم‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست