يتفسّخ جسم الإنسان بعد موته حتّى يتحوّل إلى تراب، إلّا أنّ الآية السابقة
قدّمت التراب على العظام، لماذا؟
قد يكون ذلك إشارة إلى القسمين المهمّين من مكوّنات الجسم (اللحم و العظم)
فاللحم يتفسّخ أوّلا و يصبح ترابا، و تبقى العظام لسنين عديدة ثمّ تبلى أخيرا و
تصبح ترابا أيضا.
و ربّما كان التراب هنا إشارة إلى الأجداد القدماء جدّا الذين أصبحوا ترابا، و
العظام إشارة إلى الآباء الذين تفسّخت أجسامهم، و بقيت العظام لم تتحوّل إلى تراب [1].
3- ما معنى الغثاء؟
اطّلعنا على مصير قوم ثمود و هو- كما ذكرته الآيات السابقة- أنّهم قد أصبحوا
«غثاء». و الغثاء، يعني النباتات الجافّة المتراكمة، و الطافية على مياه السيول،
كما يطلق الغثاء على الزبد المتراكم على ماء القدر حين الغليان، و تشبيه الأجسام
الميتة بالغثاء دليل على منتهى ضعفها و انكسارها و تفاهتها، لأنّ هشيم النبات فوق
مياه السيل تافه لا قيمة له، و لا أثر له بعد انتهاء السيل (و قد شرحنا بإسهاب
الصيحة السماوية في تفسير الآية 67 من سورة هود) هذا و لم يكن هذا العقاب خاصّا-
فقط- بقوم ثمود، حيث هناك أقوام أخرى أهلكت به. و قد تمّ شرحه في حينه.