responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 450

على الذين يتّبعون من كان يستمدّ العون من مركز الوحي و قد ملي‌ء قلبه نورا و علما إلهيّا. و يرون في هذا العمل تقييد لحريّة الإنسان.

و من ثمّ أنكروا المعاد، الذي كان دوما سدّا منيعا لاتّباع الشهوات و أرباب اللّذّات، و قالوا: أَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَ كُنْتُمْ تُراباً وَ عِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ‌ لتعيشون حياة جديدة هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ‌ فقد تسائل الكفّار: هل يمكن البعث و الناس قد أصبحوا ترابا و تبعثرت ذرّاتهم هنا و هناك؟ إنّ ذلك مستحيل!! و بهذا الكلام ازدادوا إصرارا على إنكار المعاد قائلين: إنّنا نشاهد باستمرار موت مجموعة و ولادة مجموعة أخرى لتحلّ محلّهم، و لا حياة بعد الموت‌ إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ‌.

و أخيرا لخصّوا التهم التي وجّهوها إلى نبيّهم فقالوا: إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى‌ عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَ ما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ‌ فلا رسالة إلهيّة، و لا بعث، و لا برنامج سماوي، و عليه لا يتسنّى لعاقل الإيمان به.

و عند ما طغى عناد الكفّار، و زالت آخر قطرة من الحياء منهم، فتجاسروا على اللّه، و أنكروا رسالته إليهم، و أنكروا معاجز أنبيائه بكلّ صلافة، و قد أتمّ اللّه حجّته عليهم، عندها توجّه هذا النّبي الكبير إلى اللّه سبحانه و تعالى و قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ‌ ربّاه: انصرني فقد هتكوا الحرمات، و اتّهموني بما شاؤوا و كذّبوا دعوتي.

فأجابه اللّه عزّ و جلّ كما ذكرت الآية قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ‌ ألا إنّهم سيندمون يوم لا ينفع الندم.

و هكذا جرى‌ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ‌ حيث نزلت عليهم صاعقة الموت برعبها الهائل و دمارها الماحق، و قلبت مساكنهم و نثرتها حطاما، و كانت سريعة خاطفة إلى درجة لم تسمح لهم بالفرار، فدفنوا في منازلهم كما بيّنت الآية

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست