responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 445

و عند ما يئس منهم حيث لم يؤمن بما جاء به إلّا مجموعة صغيرة، دعا اللّه ليعينه، حيث نقرأ في الآية الأولى‌ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ‌ [1].

هنا نزل الوحي الإلهي، من أجل التمهيد لإنقاذ نوح عليه السّلام و أصحابه القلّة و هلاك المشركين المعاندين‌ فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا.

إنّ عبارة «بأعيننا» إشارة إلى أنّ سعيك في هذا السبيل سيكون تحت حمايتنا، فاعمل باطمئنان و راحة بال و لا تخف من أي شي‌ء.

و استعمال عبارة «و حينا» يكشف لنا أنّ نوحا عليه السّلام تعلّم صنع السفينة بالوحي الإلهي، لأنّ التأريخ لم يذكر أنّ الإنسان استطاع صنع مثل هذه الوسيلة حتّى ذلك الوقت. و لهذا السبب صنع نوح عليه السّلام السفينة بشكل يناسب غايته في صنعها، و لتكون في غاية الكمال! ثمّ تواصل الآية بأنّه إذا جاء أمر اللّه، و علامة ذلك فوران الماء في التنور، فاعلم أنّه قد اقترب وقت الطوفان، فاختر من كلّ نوع من الحيوانات زوجا (ذكر و أنثى) و اصعد به إلى السفينة: فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ‌ إشارة إلى زوج نوح عليه السّلام و أحد أبنائه، ثمّ أضافت الآية:

وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ‌ و هذا التحذير جاء حتّى لا يقع نوح عليه السّلام تحت تأثير العاطفة الإنسانية، عاطفة الابوّة، أو عاطفته نحو زوجته ليشفع لهما، في وقت افتقدا فيه لحقّ الشفاعة.

و تقول الآية التالية: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌.

و بعد الحمد و الثناء عليه تعالى على هذه النعمة العظيمة، نعمة النجاة من مخالب الظلمة، ادعوه هكذا وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ‌.


[1]- الباء في «بما كذّبون» ربّما كانت سببيّة أو للمقابلة. و أمّا «ما» فيمكن أن تكون مصدرية أو موصولة، و يختلف معنى كلّ منهما. إلّا أنّ هذا الاختلاف ليس مهمّا (فتأمّلوا جيدا).

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست