responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 405

الآيتين (27) و 28) من سورة الجن‌ فَلا يُظْهِرُ عَلى‌ غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى‌ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَ أَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ‌ [1].

و قد اتّضح بهذا أنّ القصد من عبارة ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‌ هو الأحداث المستقبلة و ما خَلْفَهُمْ‌ الأحداث الماضية.

الآيتان التاليتان هما آخر آيات سورة الحجّ حيث تخاطبان المؤمنين و تبيّنان مجموعة من التعاليم الشاملة التي تحفظ دينهم و دنياهم و انتصارهم في جميع الميادين، و بهذه الروعة و الجمال تختتم سورة الحجّ.

في البداية تشير الآية إلى أربعة تعليمات‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‌ و قد بيّنت الآية ركنين من أركان الصلاة، الركوع و السجود لأهميتهما الاستثنائية في هذه العبادة العظيمة.

و الأمر بعبادة اللّه- بعد الأمر بالركوع و السجود- يشمل جميع العبادات.

و لفظ «ربّكم» إشارة إلى لياقته للعبادة و عدم لياقة غيره لها، لأنّه سبحانه و تعالى مالك عبيده و جميع مخلوقاته و مربيّهم.

و الأمر بفعل الخير يشمل أعمال الخير دون قيد أو شرط، و ما نقل عن ابن عبّاس من أنّ هذه الآية تتناول صلة الرحم و مكارم الأخلاق هو بيان مصداق بارز لمفهوم الآية العامّ.

ثمّ يصدر اللّه أمره الخاص بالجهاد بالمعنى الشامل للكلمة، فيقول عزّ من قائل: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ‌.

و معظم المفسّرين لم يخصّوا هذه الآية بالجهاد المسلّح لأعداء اللّه، بل فسّروها بما هي عليه من معنى لغوي عامّ، بكلّ نوع من الجهاد في سبيل اللّه‌


[1]- العلّامة الطباطبائي في تفسير الميزان ذيل الآيات موضع البحث، يعتبر جملة يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‌ إشارة إلى عصمة الأنبياء و حماية اللّه لهم، و مع ملاحظة ما ذكرناه أعلاه فإنّ هذا التّفسير يبدو بعيدا نوعا ما.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست