responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 399

جميعا، لما استطاعوا خلق ذبابة. فكيف تجعلون أوثانكم شركاء لخالق السموات و الأرض و ما فيهنّ من آلاف مؤلّفة من أنواع المخلوقات في البرّ و البحر، في الصحاري و الغابات، و في أعماق الأرض؟ اللّه الذي خلق الحياة في أشكال مختلفة و صور بديعة و متنوّعة بحيث أنّ كلّ مخلوق من المخلوقات يثير في الإنسان كلّ الإعجاب و التقدير، فأين هذه الآلهة الضعيفة من اللّه الخالق القادر الحكيم المتعال؟

و تستكمل الآية البيان عن ضعف الأوثان و عجزها المطلق و أنّها ليست غير قادرة على خلق ذبابة فحسب، بل‌ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ‌ كأنّ الآية تهتف فيهم: ما الدافع لجعل موجود ضعيف تهزمه الذبابة حاكما عليكم و حلّالا لمشاكلكم؟! و يعلو صدى الحقّ في تقرير ضعف الوثن و عبدته في قوله تعالى: ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ‌.

و قد ورد في الرّوايات أنّ الوثنيين من قريش نصبوا أوثانهم حول الكعبة، و أغرقوها بالمسك و العنبر و أحيانا بالزعفران و العسل، و طافوا حولها و هم يردّدون (لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك، إلّا شريك هو لك تملكه و ما ملك)! و الانحياز عن التوحيد واضح في هذه التلبية، و الشرك مؤكّد فيها، فقد جعلوا هذه الموجودات التافهة شركاء للّه الواحد الأحد، و هم يرون الذّباب يحوم عليها و يسرق منها العسل و الزعفران و المسك دون أن تستطيع إعادة ما سلب منها! و قد عرض القرآن المجيد هذه الصورة ليكشف عن ضعف هذه الأوثان، و تفاهة منطق المشركين في تسويغ عبادتهم لهذه الأوثان، و ذكرّهم بعجز آلهتهم عن استعادة ما سرقه الذباب منها و عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها لعلّهم ينتبهون على تفاهة ما يعبدون من دون اللّه تعالى.

أمّا ما المراد من «الطالب» و «المطلوب»؟

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست