responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 36

أَشَدُّ عَذاباً وَ أَبْقى‌ [1].

في الحقيقة إنّ جملة أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً إشارة إلى تهديد موسى عليه السّلام له من قبل، و كذلك تهديده للسحرة في البداية وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ‌. و التعبير ب مِنْ خِلافٍ‌ إشارة إلى قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى أو بالعكس، و ربّما كان إختيار هذا النوع من التعذيب للسحرة، لأنّ موت الإنسان يكون أكثر بطأ و أشدّ عذابا في هذه الحالة، أي أنّ النزيف سيكون أبطأ، و سيعانون عذابا أشدّ، و ربّما أراد أن يقول: سأجعل بدنكم ناقصا من جانبيه.

أمّا التهديد بالصلب على جذوع النخل، فربّما كان لأنّ النخلة تعدّ من الأشجار العالية، و كلّ شخص- سواء البعيد أو القريب- يرى المعلّق عليها.

و الملاحظة التي تستحقّ الذكر أنّ الصلب في عرف ذلك الزمان لم يكن كما هو المتعارف عليه اليوم، فلم يكونوا يضعون حبل الإعدام في رقبة من يريدون صلبه، بل كانوا يشدّون به الأيادي أو الأكتاف حتّى يموت المصلوب بعد تحمّل العذاب الشديد.

لكن نرى ماذا كان ردّ فعل السّحرة تجاه تهديدات فرعون الشديدة؟ إنّهم لم يخافوا و لم يهربوا من ساحة المواجهة، أثبتوا صمودهم في الميدان بصورة قاطعة، و قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى‌ ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‌ لكن، ينبغي أن تعلم بأنّك تقدر على القضاء في هذه الدنيا، أمّا في الآخرة فنحن المنتصرون، و ستلاقي أنت أشدّ العقاب‌ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا.

و على هذا، فإنّهم قد بيّنوا هذه الجمل الثلاث الراسخة أمام فرعون:

الأولى: إنّنا قد عرفنا الحقّ و اهتدينا، و لا نستبدله بأي شي‌ء.


[1]- من المعلوم أنّ (في) في جملة وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‌ تعني (على)، أي أعلّقكم على جذوع النخل، إلّا أنّ الفخر الرازي يعتقد أنّ (في) هنا تعطي نفس معناها، لأنّ (في) للظرفيّة، و الظرفيّة تناسب كلّ شي‌ء، و نعلم أنّ خشبة الإعدام كالظرف و الوعاء بالنسبة للفرد الذي يعلّق للإعدام. إلّا أنّ هذا التوجيه لا يبدو صحيحا.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست