responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 322

أو أنّ هذه المنزلة جاءت لتحديد أهميّة حجّ بيت اللّه الحرام، الذي يجب أن يتمّ بأي أسلوب و بأيّة إمكانات. و أن لا ينتظر الحاج مركبا له.

أمّا عبارة «ضامر» فتعني الحيوان الضعيف، إشارة إلى أنّ هذا الطريق يجعل الحيوان هزيلا، لأنّه يجتاز صحاري جافة محرقة لا زرع فيها و لا ماء، و استعدادا لتحمل الصعاب في هذا الطريق.

أو يكون المراد أنّ على الحاج إختيار جواد قوي سريع صابر، رشيق ضامر، متدرّب على السير في مثل هذه الطرق، و لا فائدة ترجى من الحيوان المنعم في هذا الطريق. (مثلما لا يمكن للرجال المترفين اجتياز هذا الطريق).

أمّا عبارة مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ‌ فهي إشارة إلى توجّه الحجاج إلى الكعبة، ليس فقط من الأماكن القريبة، بل يشمل ذلك الحجّاج من الأماكن البعيدة أيضا. كلمة «كلّ» لا تعني هنا الاستغراق و الشمول، بل الكثرة.

و يذكر المفسّر المشهور أبو الفتوح الرازي في تفسيره لهذه الآية حياة مثيرة لرجل يدعى «أبو القاسم بشر بن محمّد» فيقول: رأيت حين الطواف شيخا هزيلا بدت عليه آثار السفر، و رسم التعب علائمه على جبينه. تقدّمت إليه و سألته من أين أنت؟ أجاب: من فجّ عميق طال قطعه خمسة أعوام! فأصبحت شيخا هزيلا من شدّة تعب السفر و آلامه، فقلت: و اللّه لهي مشقّة، إلّا أنّها طاعة خالصة و حبّ عميق للّه تعالى.

فسّره ذلك ثمّ أنشد:

زر من هويت و إن شطّت بك الدار

و حال من دونه حجب و أستار!

لا يمنعنّك بعد من زيارته‌

إنّ المحبّ لمن يهواه زوّار!

حقّا إنّ جاذبية بيت اللّه هي بدرجة تجعل القلوب الطافحة بالإيمان تهوى‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست