responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 298

قليل فضرّهم كبير جدّا، و عبارة لَبِئْسَ الْمَوْلى‌ وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ تؤكّد ذلك، و عليه فلا تناقض بين الآيتين‌ [1].

و ختام الآية المباركة نلحظ مقارنة بين الخير و الشرّ كما هو دأب القرآن الكريم لتتّضح النتائج بشكل أكبر، فتقول الآية: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ. فعاقبتهم معلومة و منهج تفكير هم و سلوكهم واضح فمولاهم هو اللّه تعالى، و رفاقهم و جلساؤهم في الآخرة هم الأنبياء و الصالحون و الملائكة، و أنّ اللّه سبحانه يثيب المؤمنين العاملين للصالحات، جنّات تجري من تحتها الأنهار، لينعموا بالسعادة و السرور جزاء استقامتهم على الحقّ و استجابتهم له في الحياة الدنيا إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ.

و ثوابهم يسير عليه- جلّ و علا- يسر عقاب الذين ظلموا أنفسهم بإيثار الباطل على الحقّ، و بعبادتهم الأصنام من دون اللّه سبحانه.

و في هذه المقارنة نلاحظ طائفة من الناس لم يؤمنوا إلّا بلسانهم، فهم على جانب من الدين و ينحرفون بأدنى وسوسة، و ليس لهم عمل صالح، أمّا المؤمنون الحقيقيّون فإيمانهم راسخ و لا تزعزعه العواطف و مثمر هذا من جهة .. و من جهة أخرى فلئن كان مولى الخاسرين لا ينفع و لا يضرّ، فإنّ مولى الصالحين على كلّ شي‌ء قدير. و لئن خسر الظالمون كلّ شي‌ء، فقد ربح المهتدون خير الدنيا و سعادة الآخرة.


[1]- بعض المفسّرين الأفاضل كمفسّر الميزان فسّر عبارة «يدعو» بمعنى «يقول» إلّا أنّ ذلك لا يطابق ظاهر الآية.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست