responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 264

ذلك يتعلّق بهم أنفسهم، و لا يخدش في عموميّة الرحمة.

و هذا يشبه تماما أن يؤسّس جماعة مستشفى مجّهزة لعلاج كلّ الأمراض، و فيها الأطباء المهرة، و أنواع الأدوية، و يفتحوا أبوابها بوجه كلّ الناس بدون تمييز، أ ليست هذه المستشفى رحمة لكلّ أفراد المجتمع؟ فإذا امتنع بعض المرضى العنودين من قبول هذا الفيض العام، فسوف لا يؤثّر في كون تلك المستشفى عامّة.

و بتعبير آخر فإنّ كون وجود النّبي رحمة للعالمين له صفة المقتضى و فاعلية الفاعل، و من المسلّم أنّ فعلية النتيجة لها علاقة بقابلية القابل.

إنّ التعبير ب «العالمين» له إطار واسع يشمل كلّ البشر و على امتداد الأعصار و القرون، و لهذا يعتبرون هذه الآية إشارة إلى خاتمية نبي الإسلام، لأنّ وجوده رحمة و إمام و قدوة لكلّ الناس إلى نهاية الدنيا، حتّى أنّ هذه الرحمة تشمل الملائكة أيضا:

ففي حديث شريف مروي عنه صلى اللّه عليه و آله و سلم يؤيّد هذه العمومية، إذ نلاحظ فيه إنّ هذه الآية لمّا نزلت سأل النّبي جبرئيل فقال: «هل أصابك من هذه الرحمة شي‌ء؟» فقال جبريل: «نعم إنّي كنت أخشى عاقبة الأمر، فآمنت بك لمّا أثنى اللّه عليّ بقوله: عند ذي العرش مكين» [1].

و على كلّ حال، ففي دنيا اليوم حيث ينتشر الفساد و الظلم و الاستبداد في كلّ جانب، و نيران الحروب مستعرة في كلّ جهة، و أخذت قبضات الجبّارين العتاة بأنفاس المستضعفين المظلومين ... في الدنيا الغارقة في الجهل و فساد الأخلاق و الخيانة و الظلم و الجور ... أجل في مثل هذه الدنيا سيتّضح أكثر فأكثر معنى كون النّبي رحمة للعالمين، و أي رحمة أسمى من أنّه أتى بدين إذا عمل به فإنّه يعني نهاية كلّ المآسي و النكبات و الأيّام السوداء؟


[1]- مجمع البيان، ذيل الآية محل البحث.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست