responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 253

الوقت الحاضر فإنّ هذا السجل مفتوح، و تقرأ كلّ رسومه و خطوطه، و كلّ منها في مكان معيّن، أمّا إذا صدر الأمر الإلهي بقيام القيامة فإنّ هذا السجل العظيم سيطوى بكلّ رسومه و خطوطه.

طبعا، لا يعني طي العالم الفناء كما يتصوّر البعض، بل يعني تحطّمه و جمعه، و بتعبير آخر: فإنّ شكل العالم و هيئته ستضطرب و يقع بعضه على بعض، لكن لا تفنى مواده، و هذه الحقيقة تستفاد من التعبيرات المختلفة في آيات المعاد، و خاصة من آيات رجوع الإنسان من العظام النخرة، و من القبور.

ثمّ تضيف‌ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ‌ و هذا التعبير يشبه التعبير الذي ورد في الآية (29) من سورة الأعراف: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ‌ أو أنّه مثل تعبير وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ‌ [1] [2].

أمّا ما احتمله بعض المفسّرين من أنّ المراد من هذا الرجوع هو الرجوع إلى الفناء و العدم، أو التلاحم و الارتباط كما في بداية الخلق، فيبدو بعيدا جدّا.

و في النهاية تقول الآية: وَعْداً [3] عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ‌ [4].

و يستفاد من بعض الرّوايات أنّ المراد من رجوع الناس إلى الحالة الأولى، هو أنّهم يرجعون حفاة عراة مرّة أخرى كما كانوا في بداية الخلق. و لكن لا شكّ أنّ هذا لا يعني انحصار معنى الآية في ذلك و اقتصاره عليه، بل إنّه أحد صور رجوع الخلق إلى الصورة الأولى‌ [5].


[1]- سورة الروم، 27.

[2]- كما قلنا سابقا، فإنّه لا يوجد صعب و سهل بالنسبة إلى قدرة اللّه اللامتناهية، بل كلّ شي‌ء متساو مقابل قدرته، و على هذا فإنّ التعبير المستعمل في الآية أعلاه إنّما هو بالنسبة لمحدودية فهم البشر، دقّقوا ذلك.

[3]- «وعدا» مفعول لفعل مقدّر تقديره: وعدنا.

[4]- هذه الجملة تتضمّن عدّة تأكيدات، فلفظة الوعد، ثمّ التعبير ب (علينا) و بعدها التأكيد ب (إنّا) ثمّ استعمال الفعل الماضي (كنّا) و كذلك كلمة (فاعلين).

[5]- مجمع البيان، ذيل الآيات مورد البحث.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست