بعد أن أشارت الآيات السابقة إلى جانب من ثواب المؤمنين الصالحين، فقد أشارت
السورة في هاتين الآيتين إلى أحد أوضح المكافآت الدنيويّة لهؤلاء، فتقول: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ.
و كلمة «الأرض» تطلق على مجموع الكرة الأرضية، و تشمل كافّة أنحاء العالم إلّا
أن تكون هناك قرينة خاصّة في الأمر، و مع أنّ البعض احتمل أن يكون المراد وراثة كلّ
الأرض في القيامة، إلّا أنّ ظاهر كلمة الأرض عند ما تذكر بشكل مطلق تعني أرض هذا
العالم.
و لفظ «الإرث»- كما أشرنا إلى ذلك سابقا- يعني انتقال الشيء إلى شخص بدون
معاملة و أخذ و عطاء، و قد استعملت هذه الكلمة في القرآن أحيانا بمعنى تسلّط و
انتصار قوم صالحين على قوم طالحين، و السيطرة على مواهبهم